وقال أحد هؤلاء المسؤولين للصحافيين في واشنطن «ما زلنا نسمع منهم عزمهم على الالتزام بالاتفاق. هم يريدون إتمامه في ما خصّ هذا الأمر».
وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإنّ انتشال الجثث في القطاع الفلسطيني مهمة صعبة لأنّه مدمّر بالكامل، مما يعني أنّ هناك حاجة إلى معدّات متخصّصة لإخراج هذه الجثث.
وأوضح مسؤول آخر «كان هناك الكثير من خيبة الأمل والغضب عندما لم يتم استعادة سوى أربع جثث، وكان يمكنهم ببساطة أن يقولوا، "كما تعلمون، نحن نَمضي قُدُماً"».
وتابع «لكنّهم أعادوا جثثاً في اليوم التالي، ثم في اليوم الذي تلاه، بالسرعة التي نوفّر لهم بها معلومات استخباراتية».
وأتى تصريح هؤلاء المسؤولين بعيد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه أنّ حماس «تنقّب» بحثاً عن هذه الجثث.
وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضوي ردّاً على سؤال حول ما إذا كانت «حماس» ملتزمة بالاتفاق «إنّهم ينقّبون. هم يجدون الكثير من الجثث».
تهديد إسرائيلي باستئناف العدوان
من جهته، هدّد وزير الحرب الإسرائيلي الارهابي يسرائيل كاتس، أمس، باستئناف العدوان في حال تأخرت «حماس» بتسليم جثث الأسرى، مؤكداً أنّه أمر الجيش بإعداد «خطة لسحقها» في حال تجدّد القتال.
وقال كاتس في بيان «إذا رفضت حماس الالتزام بالاتفاق، فإنّ إسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ستستأنف القتال وستعمل على إلحاق الهزيمة الكاملة بحماس، وتغيير الواقع في غزة، وتحقيق كل أهداف الحرب».
وقبل تسليمها الصليب الأحمر جثتين في وقت متأخر من ليل أمس، أعادت «حماس» جثث سبعة من أصل 28 أسير ميت، بالإضافة إلى جثة ثامنة قالت إسرائيل إنها ليست لأيّ من هؤلاء الأسرى الـ28.
لكنّ المسؤولين الأميركيين أكّدوا على التعقيدات التي تنطوي عليها عمليات إخراج الجثث المتبقية من تحت الأنقاض، مكرّرين شكاوى «حماس» نفسها بأنها لا تستطيع انتشال مزيد من الجثث دون معدّات متخصصة.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين إنّ «قطاع غزة أصبح بأسره مدمّرا بالكامل، كما لو أنّنا أمام فيلم».
وأضاف أن الولايات المتحدة والوسطاء الآخرين يناقشون فكرة استحداث برنامج مكافآت للأشخاص الذين يساعدون في تحديد مكان جثث الأسرى القتلى.
وأوضح أنّ تركيا، أحد الوسطاء الرئيسيين في الاتفاق، تُجري محادثات لتوفير خبراء في انتشال الجثث لإرسالهم إلى غزة. وبحسب هؤلاء المسؤولين فإنّ دولاً أخرى، بما في ذلك إندونيسيا والإمارات ومصر وقطر وأذربيجان، تدرس المشاركة في قوة دولية لإرساء الاستقرار في القطاع الفلسطيني.

